السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا نعلم أننا لن نحيا إلى الأبد، غير أن معظمنا يرغب في البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة متمتعين بجسد وعقل سليمين.
ووفق الخبراء فإن البراهين تثبت يوماً بعد يومٍ أن الحركة والتمارين مهما كانت بسيطة لا تضيف بضع سنوات إلى عمرك فقط، بل تؤخر زحف الشيخوخة وأعراض العجز المتعددة.
ففي دراسة نفذتها جامعة "ستانفورد" تابع الباحثون أوضاع 538 شخصاً في منتصف العمر ممن يمارسون رياضة العدو منذ ثمانينيات القرن الماضي في وقت كان فيه المنتقدون للدراسة مقتنعون بأن العدائين سيعانون من إصابات خطيرة وتوقعوا انتشار واسع لجراحات الركبة، وفق ما نقلته مجلة "تايم."
وأثناء الدراسة البعيدة الأمد والتي انطلقت منذ ثمانينات القرن الماضي كان معدل الوفيات بين العداءين نصف ما هي عليه بين العينة التي لا تمارس أي عدو أو رياضة.
فرياضة العدو وغيررها من التمارين الرياضية كرفع الأثقال بأوزان يمكن تحملها والمشي السريع تعمل على تقوية العظام والعضلات، كما تساهم في تخفيض مخاطر أكبر مسبب للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية، أي أمراض القلب.
ويؤكد الباحثون أن لا آثار سلبية لرياضة العدو على المفاصل، وأن نصف ساعة في اليوم من العدو كفيلة بإبعاد الأمراض ومساعدة الفرد في إطالة عمره حتى المائة ربما.
وشددت الطبيبة ميشال لوك الاستشارية في جمعية سرطان الثدي المشرفة على برنامج ثلاثة أيام من المشي، والمتخصصة في طب الرياضة في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، على أن ممارسة رياضة المشي ضرورية للجميع أكانوا رياضيين أم غير رياضيين، لافتة إلى أن "المنافع الصحية منها مهمة بشكل خاص للنساء."
وتقول إن هناك ثمانية أسباب لبدء ممارسة رياضة المشي وهي:
1- أهميتها للقلب: فقد أثبتت أحدث الدراسات في المركز الطبي لجامعة "ديوك" أن المشي السريع لثلاثين دقيقة كل يوم يخفض المُتلازمة الأيضية Metabolic Syndrom وهي عبارة عن خلل في أيض الجسم، ما يتسبب في تكون الشحوم داخل تجويف البطن، الأمر الذي يرفع مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والذبحة.
وفي حال صعب على الفرد إيجاد نصف ساعة من المشي، تنصح دراسات أخرى ضرورة انخراط الفرد في بعض الأنشطة. كما بينت دراسات بريطانية أن عمليات التنقل الناشطة مثل ركوب الدراجة الهوائية للوصول إلى الوجهة المطلوبة متصلة بتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 11 في المائة خاصة بين النساء.
2- المشي يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي: المشي لبعض الساعات في الأسبوع يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وفق دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.
فالمشي يقلص مستوى الدهون وهو مصدر لهورمون الإستروجين. ووجدت الدراسة التي استندت إلى عينة مؤلفة من 74 ألف امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث بين الأعوام 50 و79 أن اللواتي يتمتعن بأوزان طبيعية تنخفض لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المائة، فيما النساء الزائدات الوزن فتصل هذه النسبة إلى 10 و20 في المائة.
3- المساعدة على النوم: كشفت دراسات أن المشي السريع عصراً يساعد المرء على نوم هنيء وفق جمعية النوم الوطنية.
ويقول باحثون إن المشي يحفز في إفراز هرمون "سيروتونين" الذي يحسّن المزاج ويساعد على الاسترخاء، كما أن ارتفاع حرارة الجسم جراء المشي قد يحفز الدماغ على تخفيض حرارة الجسم لاحقاً ما يساعد على النوم.
4- المشي لتقليص أوجاع الجسم: وينصح هنا بالمشي الاسترخائي وليس السريع حيث يمكن للفرد تحريك يديه والتوقف لبرهة دون أن يضع ثقل وضغط كبير على قدميه خلال العملية.
5- المشي يساعد على الشعور بالسعادة إذ أنه قد يحرر المرء من الشعور بالاكتئاب والقلق والتعب.
ووجدت دراسة أشرفت عليها جامعة تكساس أن المشي لثلاثين دقيقة قد يجعل الفرد أفضل حالاً، فيما وجدت دراسة أخرى من جامعة تامبل أن المشي لتسعين دقيقة خمس مرات في الأسبوع يقوي من عزيمة الفرد. وفي الدراستين يبدو أن إفراز هرمون "إندورفين" هو السبب في تحسين المزاج.
6- المشي يساعد الفرد على البقاء لائقاً بدنياً ونحيفاً. فرياضة المشي ثلاثين دقيقة يومياً تساعد في حرق السعرات الحرارية.
7- المشي يبعد شبح الإصابة بمرض خرف الشيخوخة: فقد أثبتت عدة دراسات للمسنين أن المشي لفترة 45 دقيقة مرة في الأسبوع، يبعد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو خرف الشيخوخة. لكن بغض النظر عن السن فإن رياضة المشي تساعد على شحذ الذاكرة والعقل.
8- المشي يحمي العظام خاصة إذا مُرس لثلاثين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. فعملية المشي التي تعوّل على تفاعل 95 في المائة من عضلات الجسم تقوم في الواقع بتحفيز العظام وتقويتها كي تتمكن من تحمل الضغط.